قبل كنت اعتقد وانادي بالمقولة " أتعس كنيسة أفضل من ولا كنيسة.. لكي الان اعتقد بل وأؤمن: ان أصغر كنيسة حية أفضل من ألف كنيسة لها اسم حي لكنها ميتة".. لان الكنيسة الحقيقية في الأيام الأخيرة لن تكون كنائس مباني بل مؤمنين يجتمعون في بيوت او غابات او سراديب بل وحتى كنائس سجون.
الكنيسة العلنية، المعترف بها من قبل الدولة والحكومة، في الأيام الأخيرة ستكون مستعدة للذهاب إلى أبعد مدى في تقديم تنازلات ومساومات لترُضي كل الأطراف وستصل في نفاقها السياسي والأخلاقي والاجتماعي لأبعد مدى في سبيل إرضاء الحكومات. كل يوم نتقدم بالوقت، ستصل الكنيسة بشكل عام الى ابعد درجة ممكنة في هذه التنازلات وسيُشق الصف الكنسي افقيا أي ينتج عنه كنيستين، كنيسة فوق سطح الأرض (مسكونية، علنية، لها مباني وصيت واسم وطقوس وترانيم ولها كتاب يشبه الكتاب المقدس وعابدة للوحش)، وكنيسة تحت سطح الأرض (سرية، منبوذة، مضطهدة، أعضائها يُعتبرون خارجين عن القانون، يجتمعون حتى في الأنفاق، او غابات، سراديب، سجون، يعبدون مع بعض حول الكلمة الحية - الكتاب المقدس).
ومن هنا سيتضح سبب دخول جموع المؤمنين للضيقة العظيمة وهو الفصل بين الحنطة والزوان.
وأُعطيَ أنْ يَصنَعَ حَربًا مع القِدّيسينَ ويَغلِبَهُمْ (رؤ١٣: ٧)
25ويَتَكلَّمُ بكلامٍ ضِدَّ العَليِّ ويُبلي قِدّيسي ويَظُنُّ أنَّهُ يُغَيِّرُ الأوقاتَ والسُّنَّة، ويُسَلَّمونَ ليَدِهِ إلَى زَمانٍ وأزمِنَةٍ ونِصفِ زَمانٍ (دا ٧: ٢٥)
لهذه الآية نفس المدلول والمفهوم للآية التي قالها يسوع لبطرس:
.. «سِمعانُ، سِمعانُ، هوذا الشَّيطانُ طَلَبَكُمْ لكَيْ يُغَربِلكُمْ كالحِنطَةِ (لو ٢٢: ٣١)
لم نسمع الرب يقول ولكني رفضت ولن اسمح ان يدخل اولادي في الضيق والغربلة والمذلة والاضطهاد لكنه وافق وفتح الباب للغربلة.. ولو كان يوجد شخص أولى بالإعفاء من الضيق والغربلة فهو بطرس. مادام الرب سمح بالغربلة والضيق وصلى من اجل ايمان بطرس فمعناه ان هذا الاختبار ممكن ان يعصف من العنف بكل شيء
الحنطة ستحتاج الى تطهير تبييض وتمحيص
في الزمن الأخير الكل سيقدم تنازلات، تنازلات الزوان تختلف عن تنازلات الحنطة. الحنطة في الظروف الطبيعية متمسكة بأمور ولا تقدر ان تتنازل عنها لكن في وقت الضغط الشديد ستتخلى عنها وذلك سيؤدي الى تقديس وتطهير وتمحيص والتأهيل الى الحياة الأبدية (مكافأت). اما تنازلات الزوان ستؤدي الى هلاك أبدي.
سيكون هناك بغضة على مستوى العالم للمسيحيين ولن يكون هناك دولة مثل مدينة ملجأ لكن ستكون هناك ما يشابه مدن الملجأ في مناطق عدة في العالم.
مع البغضة ستكون هناك خيانة من الأصدقاء ووشاية من الاقرباء لأنهم قد ينغرون بمناصب او ثروات او سيوضعون تحت ضغوط امنية بالدرجة الرئيسية وأخرى سياسية وحتى اجتماعية، فيضطروا ان يشوا (ويدلو) على المؤمنين المتمسكين بالمسيح.. ممكن البعض سيتحمل لفترة بعض الضغوط بسبب وجود بعض الايمان بالمسيح او مخافة الله لكن عندما تتغلب مخافة الناس على مخافة الله سيوشون ويعترفون على أماكن المسيحيين الذين يعرفوهم. تسليم للسلطات تتبعها فتح تحقيقات وهذا ما قصده المسيح بأن لا تهتموا لما ستقولونه امام الملوك بل بالحقيقة هو باب ينفتح للمؤمنين للشهادة امام السلطات.
النتيجة "يقتلون بعضا منكم" .. أي اولا شهادة بالفم ومن ثم شهادة بالدم.
هل انا مسيحي؟ ان كنت اريد ان احمل هذا الاسم فلا ينفع التظاهر والافتخار به وقت السلم فقط بل عليّ ان اعيش في كل حين حياة تستحق حمله.
Commentaires